منتديات الصواعق المدمرة

اهلا وسهلا بك في منتديات الصواعق المدمرة**
نرجو التكرم بالتسجيل اوتسجيل الدخول
لتذهب للمنتدى اظغط على الصورة ادناه اذا كنت في البوابة@

أهوال القبور الباب الاول Hh7.net_12995242401 [[/url]
الادارة

تحياتي :جهاد

ولزيارة القناة في اليوتيوب

https://www.youtube.com/user/XXxjehadxXX?feature=mhee

وشكراً

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الصواعق المدمرة

اهلا وسهلا بك في منتديات الصواعق المدمرة**
نرجو التكرم بالتسجيل اوتسجيل الدخول
لتذهب للمنتدى اظغط على الصورة ادناه اذا كنت في البوابة@

أهوال القبور الباب الاول Hh7.net_12995242401 [[/url]
الادارة

تحياتي :جهاد

ولزيارة القناة في اليوتيوب

https://www.youtube.com/user/XXxjehadxXX?feature=mhee

وشكراً

منتديات الصواعق المدمرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصواعق اقوى منتدى

أهوال القبور الباب الاول An3m1.com_13309660831

    أهوال القبور الباب الاول

    avatar
    ????
    زائر


    أهوال القبور الباب الاول Empty أهوال القبور الباب الاول

    مُساهمة  ???? الإثنين يناير 31, 2011 12:16 am

    أهوال القبور
    للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الشيخ الإمام العالم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن الشيخ الصالح شهاب الدين أحمد بن رجب رحمه الله تعالى :
    الحمد لله الذي أسكن عباده هذه الدار , وجعلها لهم منزلة سفر من الأسفار , وجعل الدار الآخرة هي دار القرار ، وجعل بين الدنيا والآخرة برزخاً يدلّ على فناء الدنيا باعتبار ، وهو في الحقيقة إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار ، ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأقطار وسبق رحمته بعباده غضبه ، وهو الرحيم الغفار ، أحمده على نعمه الغزار ، وأشكره ، وفضله على من شكر مدرار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المختار ، الرسول المبعوث بالتيسير والإنذار ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله و صحبه صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والأبكار .
    أما بعد : فإن الله سبحانه وتعالى خلق بني آدم للبقاء لا للفناء ، وإنما ينقلهم بعد خلقهم من دار إلى دار ، كما قال ذلك طائفة من السلف الأخيار ، منهم بلال بن سعد ، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما ، فأسكنهما في هذه الدار ، ليبلوهم أيُّهم أحسن عملاً ، ثم ينقلهم إلى دار البرزخ فيحبسهم هنالك إلى أن يجمعهم يوم القيامة ويجزي كل عاملٍ جزاء عمله مفصّلاً هذا مع أنهم في دار البرزخ بأعمالهم مدانون مكافؤن ، فمكرَّمون بإحسانهم وبإساءتهم مهانون ، قال الله سبحانه وتعالى : { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } قال مجاهد : البرزخ الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا ، وعنه قال : هو ما بين الموت إلى البعث ، قال الحسن : هي هذه القبور التي بينكم وبين الآخرة ، وعنه قال أبو هريرة : هي هذه القبور التي تركضون عليها لايسمعون الصوت , وقال عطاء الخرساني : البرزخ مدة ما بين الدنيا والآخرة , وصلى أبو أمامة على جنازة فلما وضعت في لحدها , قال أبوأمامة : هذا برزخ إلى يوم يبعثون .
    وقيل للشَّعبي مات فلان قال : ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة هو في برزخ ، وسمع رجلا يقول : مات فلان أصبح من أهل الآخرة . قال : لا تقل من أهل الآخرة ! ولكن قل من أهل القبور .
    وقد سألني بعض الإخوان الصالحين أن أجمع لهم ما ورد من أخبار البرزخ وأحوال الموتى الذاهبين ، فإن في سماع ذلك للقلوب عظة ، وهو يحدث لأهل الغفلة الانتباه واليقظة ، فاستخرت الله تعالى في جمع ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة وأخبار سلف الأمة ، وما ورد في الاتعاظ بالقبور وكلام الحكماء من منظوم ومنثور ، كل ذلك على وجه الاختصار ، لأن استيعاب ذلك يوجب الملل للإطالة والإكثار .

    والله المسؤول أن يجعلنا ممن يبادر الفوت ، ويراقب الموت ويتأهب للرحلة قبل الممات ، وينتفع بما سمع من العظات بمنَّه وكرمه .
    وقد قسمته ثلاثة عشر باباً ، والله المسؤول أن يجعله عملاً خالصاً صواباً :
    الباب الأول : في ذكر حال الميِّت عند نزوله قبره وسؤال الملائكة له وما يفسح له في قبره أو يضيق عليه وما يرى من منزله في الجنة أو في النار .
    الباب الثاني : في ذكر كلام القبر عند نزوله إليه .
    الباب الثالث : في اجتماع الموتى إلى الميت عند موته وسؤالهم إياه .
    الباب الرابع : في اجتماع أعمال الميت إليه من خير أو شر ومدافعتها عنه وكلامها له وما ورد من تحسر الموتى على انقطاع أعمالهم ومن أكرم منهم ببقاء عمله عليه .
    الباب الخامس : في عرض منازل أهل القبور عليهم من الجنَّة أو النار بكرةً وعشياً .
    الباب السادس : في ذكر عذاب القبر ونعيمه .
    الباب السابع : في ما ورد من تلاقي أرواح الموتى في البرزخ وتزاورهم .
    الباب الثامن : في ما ورد من سماع الموتى كلام الأحياء ومعرفتهم بمن يسلم عليهم ويزورهم ومعرفتهم بحالهم بعد الموت وبحال أقاربهم في الدنيا .
    الباب التاسع : في ذكر محل أرواح الموتى في البرزخ .
    الباب العاشر : في ذكر القبور وظلمتها على أهلها وتنويرها عليهم بدعاء الأحياء وما ورد من حاجة الموتى إلى دعاء الأحياء وانتظارهم لذلك .
    الباب الثالث عشر : في ذكر كلمات منتخبة من كلام السلف الصالح في الاتعاظ بالقبور ، وما ورد عنهم في ذلك من منظوم ومنثور .
    وسميته كتاب : " أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور " .
    والله المسؤول أن يجعله خالصاً لوجهه مقرباً إليه نافعاً في الدنيا و الآخرة لجامعه ومن وقف عليه ؛ إنه أكرم المسؤولين وأعظم المأمولين .






    الباب الأول

    في ذكر حال الميت عند نزوله قبره وسؤال الملائكة له وما يفسح له في قبره أو يضيق عليه وما يرى من منزله في الجنة أو النار

    1- قال الله تعالى :{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } وخرجا في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } نزلت في عذاب القبر ، زاد مسلم : "يقال له : من ربك ؟ فيقول ربي الله ونبيي محمد ، فذلك قوله سبحانه وتعالى :{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } .
    2- وفي رواية للبخاري قال : إذا أُقعد [ العبد ] المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله :{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت [ في الحياة الدنيا و في الآخرة ] } .
    3- وخرج الطبراني من حديث البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقال للكافر : من ربك ؟ فيقول : لا أدري ، فهو تلك الساعة أصم أعمى أبكم ، فيضرب بمرزبة لو ضرب بها جبل صار تراباً فيسمعها كل شيء غير الثقلين " ، قال : وقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } .
    4- وخرج أبو داود من حديث المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : " إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولَّوا مدبرين حين يقال له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ، " وفي رواية له قال : ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله فيقولان ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولان له : وما يدريك ، فيقول قرأت كتاب الله ، فآمنت به وصدقت ، " وفي رواية له " فذلك قوله عز وجل { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } الآية . قال : فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة ، وافتحوا له باباً الى الجنة وألبسوه من الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره " قال : وذكر الكافر قال " وتعاد روحه إلى جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له: ما دينك فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار قال : فيأتيه من حرِّها وسمومها ، " قال "ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه " .
    وفي رواية له " ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار تراباً " قال: فيضربه ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين ، فيصير تراباً " قال " ثم تعاد فيه الروح " .
    5- وخرجه النسائي وابن ماجة مختصراً ، وخرجه الإمام أحمد بسياق مطول والحاكم وقال على شرط الشيخين . وفي رواية للإمام أحمد " ثم يقيض له أعمى أبكم أصم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان تراباً فيضربه ضربة فيصير تراباً ثم يعيده الله كما كان . فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين " .
    قال البراء بن عازب : " ثم يفتح له باب إلى النار ويمهد له من فرش النار " كذا خرجه من رواية يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو .
    6- وخرجه ابن مندة من هذا الوجه أيضاً وزاد في حديثه " لو اجتمع عليها الثقلان ليقلبوها لم يستطيعوا فيضربه بها ضربة يصير تراباً ، وتعاد فيه الروح فيضربه بين عينيه ضربة فيسمعها من على الأرض ليس الثقلين فينادي مناد : أن افرشوا له لو حين من نار وافتحوا له باباً إلى النار " .
    7 –وخرجه أيضاً من طريق عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال فيه في حق المؤمن " فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما و (( يفحصان )) الأرض بأشعارهما فيجلسانه " .
    وذكر في الكافر مثل ذلك وزاد فيه " أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف " وقال " فيضربانه بمزربة من حديد لو اجتمع عليها ما بين الخافقين لم تقدر تقل " .
    8 – وخرجا في الصحيحين من حديث قتادة عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار ، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال : فيراهما جميعاً " قال وذكر لنا أنه يفسح له في قبره مد بصره ثم رجع إلى حديث أنس قال " وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضرب فيصيح صيحة يسمها من يليه غير الثقلين " .
    9 – وخرجه أبو داود بزيادات أخر منها " إن المؤمن يقال له ما كنت تعبد فإن الله هداه ، قال كنت أعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول هو عبد الله ورسوله ، فما يسأل عن شيء غيرها وزاد فيه أيضاً " فيقول دعوني حتى [ أذهب ] فأبشر أهلي فيقال له أسكن " .
    وذكر في الكافر " إنه يسأل عما كان يعبد ثم عن هذا الرجل " .
    10- وخرجا في الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي بكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته يوم كسفت الشمس " ولقد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة المسيح الدجال يؤتى أحدكم ، فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ، فأما المؤمن أو الموقن فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى ، فأجبنا وآمنا واتبعنا ، فيقال له : نم صالحاً ، فقد علمنا إن كنت لمؤمناً ، وأما المنافق والمرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته " .
    11 – وخرجه الإمام أحمد ولفظه : "ولقد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في قبوركم ويسأل الرجل ما كنت تقول : وما كنت تعبد ؟ فإن قال : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ويصنعون شيئاً فصنعته . قيل له أجل على شك عشت وعليه مت هذا مقعدك من النار ، وإن قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداًرسول الله ، قيل له : على اليقين عشت وعليه مت هذا مقعدك من الجنة " .
    12 – وخرج الترمذي وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما : المنكر ، والآخر النكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ذراعاً ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقاً قال : سمعت الناس يقولون شيئاً ، فقلت مثله لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض التئمي عليه ، فتلتئم عليه حتى تختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه " .
    13- وخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث أبي هريرة أيضاً عن النبي - الله عليه وسلم - قال : [ إن الميت يصير إلى القبر ] ويجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشغوف ، ثم يقال له : فيم كنت ، فيقول : كنت في الإسلام فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا بالبينات ممن عند الله فصدقناه فيقال له : هل رأيت الله ؟ فيقول : ما ينبغي لأحد أن يرى الله فيفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله ، ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له : هذا مقعدك [ ويقال له ] على اليقين كنت وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ، ويجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مشغوفاً فيقال له : فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولاً فقلته فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له : انظر إلى ما صرف الله عنك ، ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له هذا مقعدك ، على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله [ تعالى ] " .
    14 – وخرج الطبراني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - " إنه الآن يسمع خفق نعالهم ، أتاه منكر ونكير أعينهما مثل قدور النحاس ، وأنيابهما مثل صياصي البقر ، وأصواتهما مثل الرعد ، فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد . ومن كان نبيه ، فإن كان ممن يعبد الله قال : كنت أعبد الله ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم - جاءنا بالبينات والهدى فآمنا واتبعنا فذلك قول الله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } الآية فيقال له : على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته ، وإن كان من أهل الشك قال : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته . فيقال له : على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ، ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئاً تنهشه وتؤمر الارض فتنظم حتى تختلف أضلاعه " .
    15 – وخرج الإمام أحمد من حديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " قال إن هذه الأمه تبتلى في قبورها فإذا دخل المؤمن قبرة وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الإنتهار فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول المؤمن : إنه عبد الله ورسوله فيقول له الملك : انظر إلى مقعدك من النار ، قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من الجنة فيراهما كليهما فيقول المؤمن : دعوني أبشِّر أهلي ؟ فيقال له : اسكن ، وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أصحابه وأهله فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : لا أدري ، أقول ما يقول الناس . فيقال : لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة أبدلك الله به مقعدك من النار .
    16- قال جابر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : يبعث كل عبد على ما مات عليه ، المؤمن على إيمانه ، والمنافق على نفاقه .
    17 – وأخرج ابن ماجه من حديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا دخل الميت القبر مثلت الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول دعوني أصلي " .
    18 – وخرج الإمام أحمد أيضاً من حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " وأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون ، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له : فيم كنت ؟ فيقول : في الإسلام ، فيقال : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى من عند الله فصدقناه ، فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له انظر إلى ما وقاك الله منه ، ثم يفرج له فرجه قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال : هذا مقعدك منها ويقال له : على اليقين كنت ، وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله ، وإن كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعاً مشغوفاً فيقال له فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري فيقال : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولاً فقلت كما قالوا ، فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : أنظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً ، ويقال له هذا مقعدك منها ، على الشك كنت ، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب " .
    19- وخرج الإمام أحمد أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري قال : شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازةً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فإذا دفن الإنسان وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده ، قال : ما تقول في هذا الرجل ؟ فإن كان مؤمناً قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فيقول [ له ] صدقت . ثم يفتح له باباً إلى النار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك ، فأما إذا آمنت بربك فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له : اسكن ويفسح له في قبره ، وإن كان كافراً أو منافقاً فيقول له : ما تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً فيقول : لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باباً إلى الجنة فيقول له : هذا منزلك لو آمنت بربك ، فأما إذا كفرت به فإن الله [ عز وجل ] أبدلك [ به ] هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله [ عز وجل ] كلهم غير الثقلين " . فقال بعض القوم : يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك بيده مطراق إلا هيل عند ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } .
    20- وخرج أبو بكر الخلال في كتاب السنة من حديث عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " كيف أنت يا عمر إذا كنت من الارض في أربعة أذرع في ذراعين فرأيت منكراً ونكيراً ، قلت : يا رسول الله وما منكر ونكير ، قال فتانا القبر يبحثان الأرض بأنيابهما ، ويطآن في أشعارهما ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، ومعهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقدروا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه " قال : قلت : يا رسول الله وأنا على حالي هذه ؟ قال : " نعم " . فقلت : إذا أكفيكهما . وفي رواية أيضاً " فامتحناك فإن التويت ضرباك ضربة صرت رماداً " وفي إسناده ضعف .
    21- وخرجه الأسماعيلي من وجه آخر فيه ضعف أيضاً عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه وزاد فيه " يأتيان الرجل في صورة قبيحة يطآن على شعورهما ، ويحفران الأرض بأنيابهما " وزاد فيه " يقولان له : من ربك ؟ فإن كان مسلماً يقول : ربي الله , وإن كان فاجراً فيقول : لا أدري ، فيضربانه ضربه لو كان جبلاً صار تراباً فيصيح صيحةً ما يبقى شيء إلا سمعها إلا الثقلين الجن والإنس . فذلك قوله سبحانه وتعالى { ويلعنهم اللاعنون } .
    22- وقد رويَ حديث عمر هذا من وجوه أخرى مرسلة وخرج الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتاني القبر فقال عمر : أترد إلينا عقولنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كهيئتكم اليوم " فقال عمر : بفيه الحجر .
    23- وخرج أبو داوود عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فأنه الآن يُسأل " .
    24- وفي حديث يونس عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر سؤال المؤمن في قبره وإن الملك ينتهره قال : وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن فذكر قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } الآية , أخرجه الإمام أحمد .
    25- وكذا رواه جرير عن الأعمش عن المنهال وفي حديثه " إن المؤمن يقول ذلك ثلاث مرات ثم ينتهرانه انتهارة شديدة وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن " .
    26- ورواه أبو عوانه عن الأعمش وفي حديثه " ويأتيه ملكان شديدا الانتهار " . وذكر في حق الكافر والمؤمن , وقد روي عن مجاهد أن الموتى كانوا يفتنون في قبورهم سبعاً فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام .
    27- وعن عبيد بن عمير قال : المؤمن يفتن سبعاً والمنافق أربعين صباحاً .
    28- وقال الإمام أحمد أخبرنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن العلاء بن الشخير حدثنا بعض حفدة أبي موسى الأشعري أن أبا موسى الأشعري أوصاهم قال : إذا حفرتم فأعمقوا قعره أما أني والله لأقول لكم ذلك وأني لأعلم إن كنت من أهل طاعة الله ليفسحن لي في قبري ولينور لي فيه . ثم ليفتحن لي باب مساكني في الجنة فما أنا بمساكني من داري هذه بأعلم من مساكني منها ، ثم ليأتيني من روحها وريحتها وريحانها . ولئن كنت من أهل المنزلة الأخرى ليضيقن علي قبري ، وليهدمنَّ على الأرض ، وليفتحن الله إلى باب مساكني من النار ، فما أنا بمساكني من داري هذه بأعلم من مساكني منها ، ثم ليأتيني من شرها ، وشرورها ودخانها .
    29- وروى المسعودي عن عبد الله بن المخارق عن أبيه قال : قال عبد الله – يعني ابن مسعود – إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له ، من ربك ، ما دينك ، من نبيك ؟ قال : فيثبته الله تعالى فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام و نبيي محمد - صلى الله عليه وسلم - فيوسع له في قبره ويفرج له فيه ، ثم قرأ عبد الله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } الآية .
    30- وقال ابن أبي الدنيا حدثنا أحمد بن بحير حدثنا بعض أصحابنا قال : مات أخ لي فرأيته في النوم فقلت له : ما حالك حين وضعت في قبرك ؟ قال : أتاني آت بشهاب من نار ، فلولا أن داعياً دعا لي لرأيت أنه سيضربني .

    فصل

    وقد أطلع الله من شاء من عباده على كثير ممَّا ورد في هذه الأحاديث حتى سمعوه وشاهدوه عياناً ، ونحن نذكر بعض ما بلغنا من ذلك :

    31- روى شبابة بن سوار حدثنا المغيرة بن مسلم عن حصين عن عبد الله بن عبيد الأنصاري قال : كنت ممن دفن ثابت بن قيس بن شماس ، وكان أصيب يوم اليمامة ، فلما أدخلناه القبر سمعناه يقول : محمد رسول الله أبو بكر الصديق ، عمر الشهيد ، عثمان الرحيم ، فنظرنا فإذا هو ميت .
    خرجه أبو عبد الله بن مجلز عن محمد بن عبد الله الأصم عن شبابة بن سوار بن محمد .
    32- وخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت عن خلف البزار عن خالد الطحان عن حصين به ولفظه : إن رجلاً من قتلى مسيلمة تكلم فقال : محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عثمان اللين الرحيم .
    33-وخرجه ابن الدنيا من طريق يزيد بن طريف ، قال مات أخي فلما ألحدوه وانصرف الناس وضعت رأسي على قبره فسمعت صوتاً ضعيفاً أعرف أنه صوت أخي وهو يقول الله فقال له الآخر فما دينك ؟ قال : الإسلام .
    34- ومن طريق العلاء بن عبد الكريم قال : مات رجل ، وكان له أخ ضعيف البصر قال أخوه : فدفنّاه ، فلما انصرف الناس وضعت رأسي على القبر فإذا أنا بصوت من داخل القبر يقول : من ربك ، ومن نبيك ؟ فسمعت صوت أخي وهو يقول : الله ، قال الآخر : فما دينك ؟ قال : الإسلام .
    35- وخرجه في كتاب القبور بلفظ آخر وهو : قال : فإذا أنا بصوت داخل القبر يقول : من ربك ومن نبيك ؟ فسمعت أخي وعرفته وعرفت صوته قال : الله ربي ، ومحمد نبيي ثم ارتفع شبه سهم من داخل القبر إلى أذني فاقشعر جلدي وانصرفت .
    36- وقال أبو الحسن بن البراء العبدي في كتاب الروضة : حدثني الفضل بن سهل الأعرج قال أحمد بن نصر : حدثني رجل رفعه إلى الضحاك قال :توفي أخ لي فدفن قبل أن ألحق جنازته فأتيت قبره فاستمعت عليه فإذا هو يقول : ربي الله والإسلام ديني .
    37- وروينا من طريق مزداد بن جميل قال : قال أبوه المغيرة ما رأيت مثل المعافي بن عمران بعدما دفن فسمعه وهو يلقن في قبره وهو يقول : لا إله إلا الله ، فيقول المعافي : لا إله إلا الله وهو يلقّن في قبره .
    38 وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب القبور من حديث يزيد بن حوشب قال : كنت جالساً عند يوسف بن عمرو ، وإلى جانبه رجل كأن شق وجهه صفحة من حديد : فقال : حدث يزيد بما رأيت قال : كنت شاباً قد أتيت هذه الفواحش فلما وقع الطاعون ، قلت أخرج إلى ثغر من هذه الثغور ، ثم رأيت أن أحفر القبور فإني لليلة بين المغرب والعشاء قد حفرت قبراً وأنا متكىء على تراب آخر ، إذ أقبل بجنازة رجل حتى دفن في ذلك القبر ، وسوينا عليه التراب ، فأقبل طائران أبيضان من المغرب مثل البعيرين حتى سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم آثاراه ثم تدلى أحدهما في القبر ، والآخر على شفيره قال : فجئت فجلست على شفير القبر ، وكنت رجلاً لا يملأ جوفي شيء ، قال : فضرب بيده غلى حقوه ، فسمعته يقول : ألست الزائر أصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبراً تمشي الخيلاء ، فقال أضعف من ذلك ، فضربه ضربة إمتلأ القبر حتى فاض ماء أو دهناً ، قال ثم عاد فعاد عليه مثل القول الأول حتى ضربه ثلاث ضربات ، كل ذلك يقول له ويذكر أن القبر يفيض ماء ، أو دهناً ، قال ثم رفع رأسه فنظر إلي فقال : انظر أين هو جالس أبلسه الله ، قال ثم ضرب جانب وجهي فسقطت ، فمكثت ليلتي حتى أصبحت . قال : ثم أخذت أنظر إلى القبر على حاله وأذكر جلوسي وذكر نحو هذا أو شبهه ، وكذلك شواهد اتساع اللحد وانفراجه .
    39- وروى ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين بإسناده عن أبي غالب صاحب أبي أمامه أن فتى بالشام حضره الموت فقال لعمه : أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي ؟ قال : إذاً والله تدخلك الجنة . فقال : والله لله أرحم بي من والدتي فقبض الفتى ، فجزع عليه عبد الملك بن مروان قال : فدخلت القبر مع عمه فخطوا له خطاً فلم يلحدوه ، قال فقلنا بالبن فسوينا عليه فسقطت لبنه ، فوثب عمه فتأخر قلت :ماشأنك قال : ملىء قبره نورا ، وفسح له مد بصره .
    40- وبإسناده عن محمد بن ابان عن حميد قال : كان لي ابن أخت فذكر شبها بهذه الحكاية إلا أنَّه قال: فاطلعت في اللحد ، فإذا هو مد بصري ، قلت لصاحبي رأيت ما رأيت ؟ قال : نعم فليهنك ذلك قال فظننت أنه بالكلمة التي قالها .
    41- وروي في كتاب ذكر الموت بإسناده عن أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ قال : كان شيخ من بني الحضرمي بالبصرة وكان شيخا صالحا، وكان له ابن أخ يصحب الفتيان الفساق فكان يعظه ، فمات الفتى ، فلما أنزله عمه في قبره فسوى عليه اللبن شك في بعض أمره ، فنزع بعض اللبن فنظر فإذا قبره أوسع من جبانة البصرة ، وإذا هو في وسط منها ، فرد عليه اللبن وسأل امرأته عن عمله فقالت : كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله يقول : وأنا اشهد بما شهدت به ، وأكفيها من تولى عنها .
    42- وقال أبو الحسن بن البراء حدثني عبد الرحمن بن أحمد الجعفي ، حدثني علي بن محمد حدثنا يزيد بن نوح النخعي قرابة لشريك بن عبد الله قال : صليت في الكوفة على ميت ثم دخلت قبره حتى أصلحت عليه اللبن ، فبينا أنا أصلح عليه اللبن وقعت لبنة في القبر فإذا أنا بالكعبة والطواف قد مثلا لي في القبر ، فسويت عليه اللبن وصعدت .
    43- قال ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت : حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا كثير بن يحيى بن كثير البصري ، حدثنا أبي حدثنا أبو مسعود الجريري ، حدثني شيخ في مسجد الأشياخ قال : كان يحدثنا عن أبي هريرة قال : بين نحن حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك منه عرق فسجيناه وأغمضناه . فأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره . فلما ذهبنا لنحمله لنغسله تحرك فقلنا : سبحان الله ما كنا نراك إلاَّ قد مت ! قال: فإني قد مت وذهب بي إلى قبري فإذا إنسان حسن الوجه طيب الريح قد وضعني في لحدي فطواه بالقراطيس إذ جاءت إنسانه سوداء منتنة الريح فقالت : هذا صاحب كذا وكذا أشياء ، والله أستحي منها ، كأنما أقلعت عنها ساعتي تيك قلت : أنشدتك الله أترد عني هذه ، قالت: انطلق نخاصمك ، فانطلقت إلى دار فيحاء وسعة فيها مسطبة كأنها فضة ، وفي ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي فقرأ سورة النحل فتردد في مكان منها ، ففتحت عليه فانفتل فقال : السورة معك ؟ قلت : نعم قال : أما أنها سرة النعم ورفع وسادة قريبة منه فأخرج منها صحيفة ، فنظر فيها فبدرته السوداء فقالت : فعل كذا وفعل كذا وفعل كذا ، قال : وجعل الحسن الوجه يقول : وفعل كذا وفعل كذا ، وفعل كذا ، يذكر محاسني فقال الرجل عبد ظالم لنفسه ولكن الله تجاوز عنه لم يجئ أجل هذا بعد ، أجل هذا يوم الإثنين قال : فقال : انظروا فأن أنا متُّ يوم الإِثنين ، فأرجو لي ما رأيت وإن لم أمت يوم الاثنين فإنما هو هذيان الوجع ، قال: فلما كان يوم الأثنين صح حتى بعد العصر، ثم أتاه أجله فمات .
    44-وفي الحديث : فلما خرجنا من عند الرجل قلت للرجل الحسن الوجه : ما أنت ؟ قال: أنا عملك الصالح ، قلت: فما الإِنسانة السوداء المنتنة الريح ؟ قال ذلك عملك الخبيث ، أو كلام يشبه هذا .
    45- وفي كتاب ابن أبى الدنيا خرج لأبى القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي ، سمعت عبد الله بن محمد العنسي يقول : حدثني عمرو بن مسلم عن رجل حفار للقبور قال : حفرت قبرين وكنت في الثالث فاشتد علي الحر فألقيت كسائي على ما حفرت وأستظليت فيه ، فبينا أنا كذلك إذ رأيت شخصين على فرسين أشهبين فوقفا على القبر الأول فقال أحدهما لصاحبه : أكتب قال : ما أكتب : قال فرسخ في فرسخ ، ثم تحولا إلى الآخر فقال : أكتب قال : ما أكتب ؟ قال مدّ البصر ، ثم تحولا إلى الآخر الذي أنا فيه فقال : أكتب قال : وما اكتب قال فتر في فتر فقعدت أنظر الجنائز فجيء برجل معه نفر يسير فوقفوا على القبر الأول ، قلت ما هذا الرجل ؟ قالوا : إنسان قراد يعني سقاء ذو عيال ، ولم يكن له شيء فجمعنا له فقلت : ردوا الدراهم على عياله ، ودفنته معهم ثم أتي بجنازة ليس معها إلا من يحملها ، فسألوه عن القبر الذي قال : مد البصر، قلت : من ذا الرجل ؟ فقالوا : إنسان غريب مات على مزبلة لم يكن معه شيء فلم آخذ منهم شيئاً ، فصلى معهم وقعدت أنتظر الثالث ، فلم أزل أنتظر إلى العشاء ، فأتي بجنازة امرأة لبعض القواد فسألتهم الثمن فضربوا برأسي ودفنوها فيه.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:57 pm